أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الى أن "ذكرى الاستقلال تطل علينا بعد يومين في غياب الشعور بها، كأن اللبنانيين يخجلون من أنفسهم ويدركون أنهم نالوا استقلالهم سنة 1943 لكنهم لم يحافظوا عليه، وتناوب عليهم من يومها أكثر من احتلال ووصاية، تأتي ذكرى الاستقلال هذه السنة شاغرة وفارغة هي أيضا من معانيها وأبعادها، إذ ليس الاستقلال أن يخرج الأجنبي من لبنان، بل أن يدخل اللبنانيون إلى لبنان".
واعتبر خلال ترؤسه قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، "أننا ننتخب رئيسا لاستعادة الاستقلال، فأي خيار جيد ينقذ لبنان، وأي خيار سيء يدهوره، إن قيمة الإنسان أن يقيم المسؤولية المناطة به، فلا يجازف بها ولا يساوم عليها، لذلك نناشد النواب ألا يقعوا من جهة ضحية الغش والتضليل والتسويات والوعود الانتخابية العابرة، ومن جهة أخرى فريسة السطوة والتهديد والوعيد. ونحن أصلا شعب لا يخضع لأي تهديد، ورئيس لبنان لا ينتخب بالتهديد والفرض".
ولفت الى أن "في هذا المجال، لا يستطيع أي مسؤول أو نائب ادعاء تجاهل الواقع اللبناني والحلول المناسبة له، فكل اللبنانيين، نوابا ومواطنين، يعرفون سبب مشاكل لبنان والقوى والجهات والعوائق التي تحول دون إنقاذه، فلا أحد يضع رأسه في الرمال، وبالتالي لا عذر لأي نائب بألا ينتخب الرئيس المناسب للبنان في هذه الظروف، هذا خيار تاريخي، فسوء الاختيار، في هذه الحال، يكشف عن إرادة سلبية تجاه لبنان فيمدد المأساة عوض أن ينهيها، وتكون خطيئتكم عظيمة. فلنكن أسياد أمتنا ومصيرنا، بعيدا عن الصفات المتداولة بشأن رئيس تحد أو رئيس وفاق وما إلى ذلك من كلمات فقدت معناها اللغوي والسياسي، تحتاج البلاد إلى رئيس منقذ يعلن التزامه الحاسم بمشروع إخراج لبنان من أزمته،
وحثّ مرة أخرى "السادة النواب لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية، لكي تتكون السلطات مع فصلها، نسأل الله أن يمس ضمائرهم إنقاذا لبلادنا وشعبنا، فنرفع له الشكر كل حين".